خريطة شرق أوسط جديد يعلنها نتنياهو

اتجاه حثيث نحو التطبيع يقوم به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبخطى ثابته ،فبعد نجاحه في التطبيع مع المغرب والإمارات العربية المتحدة والبحرين والأردن والسودان ، ها هو يتجه بقوة ليكسب المملكة العربية السعودية الركيزة الأساسية للعالم الإسلامي، ليرسم خريطة جديدة للشرق الأوسط على حد زعمه.

نتنياهو يكذب بشأن خريطة شرق أوسط جديد

في الوقت الذي قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برفع ما يشير من وجهة نظره إلى خريطة جديدة للشرق الأوسط في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال78 ،تعالت الصيحات من وسائل الإعلام الإسرائيلية طبقا لما نقلته شبكة ال BBC الإخبارية واتهمت وسائل الإعلام نتنياهو بالكذب بشأن الخريطة لأنها لم توضح الجانب الذي يريد من خلاله أن يحقق السلام فضلا عن كون الخريطة طمست دولة فلسطين بشكل تام والضفة الغربية وقطاع غزة.

تطبيع وشيك من السعودية مع إسرائيل

لم يعد التطبيع مع الدولة المحتلة أمرا معيبا، بل إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستعد لعقد اتفاق سلام مع السعودية التي تشكل ركيزة أساسية للعالم الإسلامي.

كما أنه أعلن للجمعية العامة للأمم المتحدة أن اتفاق السلام مع السعودية من شأنه أن يخلق شرق أوسط جديد، وهو تمهيد لرسم خريطة شرق أوسط جديد.

تفاؤل كبير من رئيس الوزراء الإسرائيلي

يرى نتنياهو أن التطبيع مع السعودية سيفيد القضية الفلسطينية على الأقل من الناحية الاقتصادية وذلك لأن حكومته اليمينية المتطرفة ليست على استعداد لتقديم أي تنازل سياسي للجانب الفلسطيني.
وأقصى ما يمكن أن تقدمه إسرائيل وفقا توقعه المحللون السياسيون هو أن توافق على نقل المناطق الفلسطينية “ج” الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية إلى سيطرة السلطة الفلسطينية كما في المنطقة “أ”.

مع السعي المستمر من قبل إسرائيل في الخفاء إلى خلق خريطة شرق أوسط جديد

اقرأ أيضا: ترامب يدخل أسوأ سجون أميركا

موقف المملكة العربية السعودية من التطبيع مع إسرائيل

لاشك أن المملكة العربية السعودية ستقدم على تلك الخطوة من إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل اعتمادا على عدة رؤى تسعى لتحقيقها من خلال هذا التطبيع.
وتعددت الأقاويل حول تلك العلاقات الدبلوماسية فبعض الخبراء يرى أن المملكة العربية السعودية أقدمت على تلك الخطوة استجابة لطلب من الولايات المتحدة الأمريكية وحرصا من المملكة العربية السعودية على تصفير المشاكل التي واجهت المنطقة على مدار عقود سابقة.
يأتي ذلك في ظل توجه المملكة لإقامة مشروع حضاري عظيم متماشيا مع رؤيتها ل 2030 والذي يتطلب استقرار دول الجوار وتعاون مثمر من جميع دول المنطقة خاصة الإمارات والهند وإسرائيل.

مخاوف من معارضة إيران

لكن يبدو أن لحظات الود والصفاء التي بدأت بين المملكة العربية السعودية وإيران في مارس/ آذار في طريقها إلى الزوال ؛إذ أن إيران (زعيمة رفض التطبيع مع إسرائيل ) اعتبرت كما جاء على لسان رئيس جمهوريتها إبراهيم رئيسي سعي المملكة العربية السعودية لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بمثابة طعنة نافذة في الظهر للشعب الفلسطيني، وطريق تمهد لخلق خريطة شرق أوسط جديد وفق رؤية إسرائيل.

لكن حرص المملكة العربية السعودية على إعادة علاقتها بإيران بعد سبع سنوات من القطيعة(على خلفية قيام بعض المتظاهرين الإيرانيين بالتعرض للبعثات الدبلوماسية السعودية عقب إعدام نمر الشيعي) ينبئ أن المملكة العربية السعودية ستسعى لتحقيق توازن بين مصالحها حتى ولو كانت إسرائيل تهدف بتطبيعها مع السعودية لخلق توتر بين المملكة العربية السعودية وإيران.

موقف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان

ووفقا لما صرح به ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لشبكة فوكس نيوز الأمريكية، والذي أعلن فيه أن المملكة العربية السعودية “تقترب أكثر فأكثر من تطبيع العلاقات مع إسرائيل “

وأوضح ولي العهد السعودي أن الإدارة الأمريكية تدعم بشدة هذا التطبيع.

كما أعلن سموه أنه يضع في اعتباره القضية الفلسطينية وأنه يسعى إلى أن يدمج إسرائيل في الشرق الأوسط بعد التأكد من توفير إطار واضح وآمن للفلسطينيين.

ومن المتوقع أن تظهر بنود الاتفاق في بداية العام المقبل.

كل تلك التطورات والعلاقات التي تسعى لتحقيقه إسرائيل هي خطوات لتحقيق خطة إسرائيل في  رسم خريطة شرق أوسط جديد، مع تصوير إسرائيل على أنه جزء رئيسي من المنطقة ويجب على دول المنطقة تقبله كواقع.