مرض التوحد عند الأطفال/الأعراض والأسباب

مرض التوحد عند الأطفال أو ما يعرف باضطراب طيف التوحد ماذا تعرف عنه وعن أسبابه وأعراضه، وهل تختلف شدة هذه الأعراض بين طفل وآخر؟ هذا ما سنتحدث عنه ضمن مقالنا اليوم وعبر موقع رواد المتوسط، كما سنتعرف على المرحلة العمرية التي تظهر فيها على الطفل أعراض مرض التوحد، بالإضافة إلى طرق العلاج لهذا الاضطراب.
أعراض مرض التوحد عند الأطفال
على الرغم من اختلاف الأعراض والعلامات التي تظهر على أطفال التوحد إلا أن هناك بعض الأعراض الشائعة والمشتركة بينهم، وبشكل عام تبدأ أعراض اضطراب طيف التوحد بالظهور على الطفل في السنة الأولى من مرحلة الطفولة، إلا أن هذا الأمر لا ينطبق على الجميع حيث إن هناك بعض الأطفال تظهر عليهم أعراض التوحد بشكل مفاجئ في سن ثلاث سنوات أو أكثر، فيلاحظ الأهل أن طفلهم أصبح عدوانيا وغير اجتماعي ولا يحب اللعب مع الأطفال، كما يصبح لديه مشكلة واضحة في التواصل مع الآخرين ونسيان بعض المفردات اللغوية التي كان قد تعلمها سابقًا،
وسنتحدث بشكل مفصل عن أبرز أعراض اضطراب طيف التوحد في السطور التالية:
اضطرابات في التواصل الاجتماعي
تكون هذه الاضطرابات واضحة على الطفل المريض بالتوحد وهي كالآتي:
- مشكلة في التواصل البصري أي أن طفل التوحد لا ينظر في عيني الشخص الذي يكلمه ولا يحب العناق، كما يبدو عليه وبشكل واضح تشتت الانتباه وعدم التركيز في الحديث.
- يحب الوحدة والبقاء بمفرده.
- لا يتجاوب مع الأهل عند مناداته وكأنه لا يسمع صوتهم أبدًا.
- لا يهتم بأحاسيس الآخرين ولا يشعر بمشاعرهم.
اضطرابات في التواصل اللغوي
أيضًا من أعراض مرض التوحد عند الأطفال صعوبة واضحة في التواصل اللغوي، مثل:
- نسيان بعض المفردات اللغوية وعدم القدرة على قولها، على الرغم من أنه كان يتقنها في الماضي ويتواصل مع الآخرين من خلالها.
- لا يبادر في التكلم مع الآخرين، كما أنه لا يستطيع إكمال حديثه أو الاستماع إلى أحاديث الآخرين إلى النهاية.
- يحاول لفت انتباه الأهل إلى طلباته بالتواصل البصري بينهم وبين الأشياء التي يريدها مثل الألعاب أو الطعام، دون استخدام أي كلمات تشير إلى ما يريد.
- تأخر الطفل في النطق والكلام، ويظهر هذا واضحًا عند مقارنته مع الأطفال الذين في نفس السن.
- يستخدم كلمات غريبة وغير مفهومة ويكررها بشكل مستمر.
- يتكلم بصوت غير مألوف مع إضافة نغمات وإيقاعات معينة ولا سيما في آخر الكلام.
اضطرابات سلوكية
هناك عدة مشاكل واضطرابات في السلوك تظهر عند مريض طيف التوحد، وهي كالآتي:
- يكره أي تغيير في عاداته أو روتين حياته، ويعد هذا الأمر من أبرز أعراض مرض التوحد عند الأطفال حيث إن الطفل لا يقبل أبسط تغيير يطرأ على نوع طعامه أو مكان ألعابه وأغراضه الشخصية.
- كثير الحركة والتململ، كما أنه عصبي ونشيط بشكل مبالغ فيه لدرجة أنه نادرًا ما يهدأ خلال اليوم.
- يندهش ويتفاجئ من أشياء عادية وحركات طبيعية.
- يتبع عادات محددة ولا يحب تغييرها أبدًا، مثل اللعب في لعبة واحدة على الرغم من وجود الكثير غيرها، كما أنه يحب الجلوس واللعب في مكان محدد.
- يكرر حركات جسدية معينة بشكل مستمر، مثل هز الرأس وتحريك اليدين والقدمين بطريقة محددة.
- ينزعج بشدة من بعض الأصوات والأضواء.
- لا يحب اللعب مع الأطفال الصغار، ويظهر سلوك عدواني للغاية في حال اقترب الأطفال منه أو من ألعابه.
أسباب مرض التوحد عند الأطفال
لم يتم تحديد سبب أكيد لاضطراب طيف التوحد، ولكن هناك بعض الأسباب الشائعة التي تزيد من فرص تعرض الطفل لمرض التوحد، وسنذكر لكم أبرزها في السطور الآتية:
- العوامل الوراثية : تزيد احتمالية إصابة الطفل بطيف التوحد في حال كان أحد إخوته أو أفراد عائلته مصاباً بهذا الاضطراب، ويعود السبب في ذلك إلى انتقال جينات وراثية محددة تسبب مرض التوحد.
- جنس الطفل : هناك العديد من الدراسات التي أكدت أن الذكور هم أكثر عرضة من الإناث للإصابة بمرض التوحد، حيث أثبتت هذه الدراسات أن الأطفال الذكور يصابون بطيف التوحد أكثر بنسبة تزيد عن ثلاثة أضعاف من الإناث بشكل عام.
- سن الوالدين : تم إثبات وجود علاقة كبيرة بين مرض التوحد عند الأطفال وعمر الولدين، حيث أكد الباحثون أن تجاوز الأب والأم سن الأربعين أو وجود فارق كبير في السن بينهما يزيد من فرص تعرض المولود للإصابة بطيف التوحد.
- فترة الحمل والولادة : تتسبب بعض العوامل التي تحدث خلال فترة الحمل والولادة في نشوء مرض التوحد عند الأطفال، أشهر هذه العوامل هي كالتالي:
وجود بعض المشاكل الصحية لدى المرأة الحامل مثل إصابتها بمرض السكري.
كذلك الولادة المبكرة قبل إتمام الشهر التاسع تزيد من احتمالية إصابة الطفل بطيف التوحد.
إكثار الأم الحامل من شرب الكحول خلال فترة الحمل.
أيضًا من أسباب مرض التوحد عند الأطفال ولادة طفل بوزن قليل جدًا، وهذا يحصل عادةً بسبب الحمل بتوأم أو بسبب صغر أو كبر سن الأم.
تناول الأم الحامل بعض الأدوية التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة بصحة الجنين.
علاج مرض التوحد عند الأطفال
لم يتم العثور على علاج مؤكد لمرض التوحد، ولكن يوجد بعض الطرق التي تساعد على تطور مهارات التفكير والتواصل الاجتماعي لدى طفل التوحد، ولا سيما لو تم اتباع هذه الطرق العلاجية في وقت مبكر فور تشخيص المرض، ويتم اختيار الطريقة العلاجية المناسبة تبعاً لحالة المريض والأعراض التي تظهر عليه، وفي السطور القادمة سنتحدث عن أفضل الطرق العلاجية لاضطراب طيف التوحد، وهي:
علاج اضطرابات التواصل الاجتماعي
تركز طريقة العلاج هذه على تنمية وتطوير مهارات الطفل في التواصل مع الآخرين وكيفية التعامل معهم وفهم مشاعرهم والاختلاط معهم بشكل أكبر.
علاج الاضطرابات السلوكية
تحدثنا سابقًا عن أعراض مرض التوحد عند الأطفال حيث ذكرنا بعض الاضطرابات السلوكية التي تظهر على الطفل المريض بالتوحد، وهذه الطريقة العلاجية تعمل على تصحيح هذه السلوكيات، وتركز على تطوير مهارات الطفل السلوكية والحركية.
علاج الاضطرابات اللغوية
يعتبر التأخر في النطق أحد أهم أعراض مرض التوحد عند الأطفال، لذلك فإن الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد يحتاج إلى علاج يقوي طريقة نطقه ويجعل كلامه مفهومًا بشكل أفضل، وعادةً ما يتم علاج الاضطرابات اللغوية بمساعدة أخصائيي النطق الذين لديهم خبرة كافية في تطوير أساليب المحادثة لدى الطفل.
العلاجات الأسرية
هذه الطريقة تعتمد على أفراد أسرة الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد، حيث يجب أن يكونوا على دراية تامة بتصرفات وسلوكيات طفلهم ومحاولة تصحيحها من خلال إكساب الطفل مهارات جديدة تجعله يتحمل المسؤولية ويتحكم في تصرفاته ويحترم مواعيده، بالإضافة إلى قيام الأهل بتنمية مهارات الطفل في التواصل مع الآخرين واللعب مع الأطفال والتعامل معهم بشكل أفضل.
بذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية حديثنا عن مرض التوحد عند الأطفال، حيث تعرفنا على أهم الأعراض التي تظهر عليهم، بالإضافة إلى أفضل الطرق العلاجية لاضطراب طيف التوحد.