الـأخبار العالميةالأخبار

الإعلان عن عملية سلام جديدة قد تضع حداً لمعاناة الشعب اليمني

منذ العام 2014 والشعب اليمني يعاني من ويلات الحرب التي فرضت عليه بسبب التنافس على السلطة بين القوى المتحاربة وتدخل عسكري مباشر من العديد من الدول الإقليمية، ما جعل هذا الشعب المسكين يعاني أشد المعاناة، وفي كل حرب مهما طالت فإن كل الأطراف المشاركة ستخسر حتى لو انتصر طرف على طرف تبقى الخسارة ترافق الطرفين على حد سواء، فالحرب أسوأ شيء ممكن أن يحدث لأي شعب في العالم.

وبسبب إدراك الأطراف المنخرطة في حرب اليمن أن لا جدوى من القتال، وأن الحل الأفضل هو التفاوض لإنهاء الحرب، عُقدت العديد من اللقاءات بهدف التفاوض بين الأطراف المتحاربة وبرعاية من الأمم المتحدة إلى أن تم الإعلان مؤخراً عن اتفاق على حل النزاع.

إعلان الأمم المتحدة عن اتفاق سلام في اليمن

أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ السبت الماضي، أنّ الأطراف المتحاربة في اليمن التزمت بوقف جديد لإطلاق النار، وقال غروندبرغ إن الأطراف المتحاربة تعهدت بالانخراط في عملية سلام تقودها الأمم المتحدة كجزء من خريطة طريق لإنهاء الحرب.

وأضاف المبعوث الأممي في بيان صدر بعد سلسلة من الاجتماعات مع أطراف الصراع تم عقدها في السعودية وسلطنة عُمان، بأنه “يرحّب بتوصل الأطراف للالتزام بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن … والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة”.

ويعتبر إعلان غروندبرغ أحدث خطوة لإنهاء الحرب اليمنية المستمرة منذ تسع سنوات و التي أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وكانت السبب الرئيسي لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وجاء هذا الإعلان نتيجة للاجتماعات الأخيرة التي أجراها غروندبرغ في السعودية وسلطنة عمان مع رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني المدعوم من السعودية، ومحمد عبد السلام رئيس فريق التفاوض التابع للحوثيين المدعومين من إيران.

وأفاد بيان صادر عن مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة بأنه “يرحّب بتوصل الأطراف للالتزام بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن… والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة”.

وأضاف البيان أنّ المبعوث الأممي “سيعمل مع الأطراف في المرحلة الراهنة لوضع خارطة طريق تحت رعاية الأمم المتحدة تتضمّن هذه الالتزامات وتدعم تنفيذها”.

اتفاق وقف اطلاق النار في العام 2022

نتج عن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسّطت فيه الأمم المتحدة والذي دخل حيّز التنفيذ في نيسان/أبريل 2022، انخفاض ملحوظ في الأعمال العدائية حيث حرصت الأطراف المتحاربة على الإلتزام بالهدنة وحتى وإن حصلت خروقات كانت تحل بسرعة، وبقي الحال على ما هو عليه إلى أن انتهت الهدنة في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، ورغم انتهاء الهدنة بقي القتال معلّقاً إلى حدّ كبير.

الظروف التي ترافقت مع الإعلان

 جاء الإعلان عن الاتفاق في ظلّ موجة من الهجمات التي يشنها “أنصار الله” الحوثيون على سفن تجارية على صلة بإسرائيل. ويؤكد الحوثيون أنّ ما يقومون به هو للتضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث تشنّ إسرائيل حرباً رداً على هجوم غير مسبوق نفّذته حركة حماس على أراضيها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وتعهّد الحوثيون مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل أو السفن المتّجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، ما لم توقف إسرائيل إعتداءاتها على قطاع غزة المحاصر.

ونتيجة لموقف هذا، فقد نفّذوا أكثر من 100 هجوم بمسيّرات وصواريخ، استهدفت عشر سفن تجارية على ارتباط بـ35 دولة، وفقاً لما أعلن البنتاغون.

وتهدّد الهجمات التي يشنّها الحوثيون طريق عبور حوالى 12 في المئة من التجارة العالمية، وبناءً على هذا التهديد الكبير للتجارة العالمية شكل الولايات المتحدة تحالف عسكري لحماية الملاحة في البحر الأحمر.

ومن جهة أخرى، يتزامن الاتفاق مع سعي السعودية إلى إخراج نفسها من الصراع التي بدأته وانخرطت فيه بشكل مباشر، حيث شكلت تحالف عسكري اسمته “عاصفة الحزم” يضم عدة دول في سبيل القضاء على حركة أنصار الله الحوثيين ، على الرغم من الآمال الضئيلة في تحقيق سلام دائم في منطقة الخليج العربي و البحر الأحمر ومضيق باب المندب، حيث استأنفت الرياض علاقاتها مع طهران في وقت سابق هذا العام وعادت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

اللقاءات التي ساهمت بالتوصل إلى الإتفاق

عقد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ الأسبوع الماضي، سلسلة لقاءات في الرياض ومسقط، لمناقشة خطوات التوصل إلى اتفاق يهدف إلى تحسين الظروف المعيشية في اليمن، ووقف إطلاق نار مستدام، واستئناف عملية سياسية بقيادة اليمنيين برعاية الأمم المتحدة.

وذكر بيان صادر عن الأمم المتحدة، الثلاثاء الماضي، إن المبعوث الأممي إلتقى في الرياض، مع رشاد العليمي، ونائب الرئيس عثمان مجلي.

كما التقى جروندبرج في الرياض بالسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، ومسؤولين سعوديين كبار آخرين، والسفير الإماراتي لدى اليمن محمد الزعابي.

وأعرب المبعوث الخاص خلال الزيارة عن “تقديره للدعم الإقليمي القوي لجهود الوساطة التي تضطلع بها الأمم المتحدة، وناقش التقدم المحرز للتوصل إلى اتفاق، وشدد على الحاجة إلى دعم إقليمي مستمر ومتضافر”.

كما اجتمع غروندبرج بسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لمناقشة الحاجة إلى استمرار الدعم الدولي للسلام المستدام في اليمن. وأكد المبعوث الأممي على “حساسية الفترة الحالية، وحث جميع الأطراف المعنية على الحفاظ على بيئة مواتية لاستمرار الحوار البناء”، وفق البيان الأممي

أما في مسقط، إجتمع جروندبيرج مع مجموعة من كبار المسؤولين العمانيين، وأعرب عن “تقديره للدعم القوي الذي تقدمه سلطنة عُمان لجهود الوساطة التي تضطلع بها الأمم المتحدة في اليمن”.

كما التقى المبعوث الأممي مع كبير مفاوضي جماعة الحوثي محمد عبد السلام، وقال البيان الأممي إن مباحثات جروندبيرج “ركّزت على الجهود المبذولة لتعزيز التقدم نحو تنفيذ تدابير لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، وتحقيق وقف إطلاق نار مستدام في أنحاء البلاد”.

فرصة جديدة للشعب اليمني

وبحسب البيان الأخير الصادر عن الأمم المتحدة، فإنّ خارطة الطريق التي ترعاها الأمم المتحدة ستشمل “دفع جميع رواتب موظفي الخدمة المدنية، وفتح الطرق المؤدية إلى مدينة تعز التي يحاصرها المتمرّدون وأجزاء أخرى من اليمن، واستئناف صادرات النفط”.

وصرّح غروندبرغ أنّ: “ثلاثون مليون يمني يراقبون وينتظرون أن تقود هذه الفرصة الجديدة لتحقيق نتائج ملموسة والتقدّم نحو سلام دائم”.

وأضاف “لقد اتخذت الأطراف خطوة هامّة”، مشيراً إلى أنّ “التزامهم هو، أولاً وقبل كلّ شيء، التزام تجاه الشعب اليمني”.

وبناءً على ما سبق، يتبيّن أن هذا الإعلان عن عملية السلام في اليمن لم تكن سوى ترجمة لتطلعات الشعب اليمني والأطراف المتحاربة أن الحرب لا تحل شيء، ما لم تجتمع الأطراف المتحاربة وتتفق علة الحل سلمياً، ويأخذ كل ذي حق حقه ولا بد للطرف الذي يريد مصلحة بلده ان يقدم تنازلات بسيطة لعيش شعبه بإستقرار وأمان، وكما قال أجدادنا القدامى الصلح هو سيد الأحكام.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى