أضف الى معلوماتكالـأخبار العالميةالأخبار

الموساد الإسرائيلي تعرف على فخر الكيان المزعوم

بعد 74 عاماً على تأسيسه يثبتون أنه أوهن من بيت العنكبوت

 

أحدث عملية طوفان الأقصى التي بدأت في 7 اكتوبر الماضي هزة قوية في الأوساط الإسرائيلية حيث بدأ التشكيك بقدرة وقوة جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” بعد هذه العملية، وبدأ الحديث عن أن ما حدث كان أسوأ فشل له منذ حرب اكتوبر في العام 1973 فما حقيقة هذا التشكيك؟ وما هو جهاز الاستخبارات الإسرائيلي المعروف ب “الموساد”؟

التشكيك بقوة وقدرة الموساد في الأوساط الإسرائيلية

كان من أبرز دلائل التشكيك بقوة وقدرة جهاز الموساد ما قالته صحيفة إلكترونية اسرائيلية  أن “الموساد الإسرائيلي ربما يكون من أكثر أجهزة الاستخبارات انغلاقا في العالم. يكتنف ماضيه وحاضره هالة من السرية، ولا تزال المثابرة والهدوء التي تعامل بها عملاء هذا الجهاز الاستخباراتي مع أعداء إسرائيل مذهلة. في الوقت نفسه، لا يمكن معرفة الحجم الحقيقي لأنشطة الموساد. لكن في العام 73 من وجودها، ربما حققت الاستخبارات الإسرائيلية واحدة من أكثر الإخفاقات إيلاما في تاريخها بأكمله، فيما بات يعرف بـ 11 سبتمبر الإسرائيلي”.

بالإضافة إلى أن الخسائر الكبيرة التي سببتها عملية “طوفان الأقصى ” اعتبرتها الأوساط الإسرائيلية فشلاً استخباراتياً، ويعود السبب في ذلك أن الموساد رغم هالة القوة الأسطورية التي يمتلكها برأيهم لم يتمكن من اكتشاف خطط حماس وخاصة أن الإعداد لذلك الهجوم قد يكون استغرق عدة أشهر وربما سنوات.

بدورها صحيفة نيويورك تايمز، كانت قد نقلت عن مصادر في “مجتمع الاستخبارات الإسرائيلية” قولها إن الموساد قبل وقت قصير من الهجوم لفت الانتباه إلى زيادة نشاطات الجماعات الفلسطينية، وأرسل تحذيرا للجنود الذين يحرسون الحدود، لم يلتفت إليه أحد.

يذكر أن مقاتلي حركة حماس قاموا في تاريخ 7 أكتوبر 2023  بتعطيل إجراءات الإنذار على الجدار العازل، واختراق الحدود بعملية برية كبيرة وسقوط أعداد كبيرة غير مسبوقة من الإسرائيليين في ذلك الهجوم، الذي أطلقت عليه حركة حماس اسم “طوفان الأقصى”.

يوئيل جوزانسكي، وهو مسؤول رفيع سابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي رأى صورة الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي بمثابة “انهيار كل شيء مثل لعبة الدومينو”، قائلا في هذا السياق: “لقد أنفقنا المليارات في جمع المعلومات الاستخباراتية عن حماس. وفي ثانية واحدة، انهار كل شيء مثل الدومينو”.

عوامل فشل جهاز الموساد تجاه عملية” طوفان الأقصى”

مسؤولون إسرائيليون في الجيش والاستخبارات لخصوا العوامل التي أفضت إلى ما وصف بأحد الإخفاقات الأمنية الأكثر إيلاما في إسرائيل، مشيرين إلى التالي:

  • المراقبة غير الكفؤة لقنوات اتصال المسلحين الفلسطينيين.
  • الاعتماد على معدات مراقبة أغلقها المهاجمون بسهولة.

بالإضافة إلى أنّ ضباط الاستخبارات الإسرائيلية اقتنعوا بتأكيدات قادة الحركة الفلسطينية في اتصالاتهم الهاتفية التي تم التنصت عليها بأنهم لا يخططون لأي هجمات، ولا يريدون صراعا مع إسرائيل.

وقد بذلت حركة حماس قصارى جهدها لخداع جهاز الاستخبارات، حيث أنها لم تشن هجمات لما يقرب من عامين. هذا السلوك من قبل حماس، إلى جانب عدم وجود معلومات استخبارية عن هجوم وشيك، دفع القيادة الكيان الإسرائيلي إلى الاعتقاد بأن الحركة الفلسطينية لم تعد تشكل تهديداً كبيراً، وهذا الاعتقاد ثبت أنه خاطئ تماما في 7 أكتوبر 2023.

 

تاريخ جهاز الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد”:

في عام 1937، تأسست منظمة الهجرة غير الشرعية كجزء من الجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي، كان هدفها الرئيسي في ذلك الوقت هو تنفيذ عمليات نقل اليهود إلى فلسطين، وأصل كلمة “موساد” يعود إلى العبارة العبرية “موساد لعالياه بت” التي تعني “منظمة الهجرة غير الشرعية”، وقتها كانت هذه المنظمة تابعة للجهاز المركزي للاستخبارات والأمن في إسرائيل.

ثم في 13 ديسمبر/كانون الأول 1949، تأسس الموساد الرسمي كوكالة استخباراتية مستقلة باسم “هموساد لموديعين لتفقيديم ميوحديم”، وهي الجهاز المركزي للاستخبارات والمهمات الخاصة في إسرائيل، وبدأ الموساد في تنفيذ مهامه خارج حدود إسرائيل اعتباراً من الثامن من فبراير/شباط 1951.

الموساد

في مارس/آذار 1951، أُعيد تنظيم الموساد ليصبح الذراع الخارجية لإسرائيل وتحت إشراف مكتب رئيس الوزراء بشكل رسمي.

يمتلك الموساد مقراً في مفترق جليلوت شمال تل أبيب وهو واحد من أجهزة الاستخبارات الثلاثة الأساسية في إسرائيل، إلى جانب جهاز الأمن العام الداخلي (الشاباك) وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)

الموساد
الموساد

أقسام الموساد

للموساد العديد من الأقسام والإدارات، كما تتبعه وحدة للعمليات الخاصة تحمل اسم “كيدون” وتعني الحربة، وهي مسؤولة عن عمليات الاغتيال والتصفية الجسدية العديدة التي نفذت في جميع أرجاء العالم في سرية وتكتم شديدين.

وحدة “كيدون” الخاصة، تقول تقارير إنها تتكون من ثلاث مجموعات تضم كل منها 12 ممن يوصفون بالقتلة المحترفين الذين يتم اختيارهم من جنود وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي.

أهم أنشطة ومهام جهاز الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد”:

  • جمع المعلومات المخابراتية: يقوم الموساد بجمع المعلومات من مصادر متعددة في مختلف أنحاء العالم، سواء كانت ذات طابع سياسي، عسكري، أمني، أو اقتصادي.
  • تنفيذ عمليات أمنية ودبلوماسية سرية: الموساد ينفذ عمليات سرية لحماية مصالح إسرائيل وتحقيق أهدافها في مجالات الأمن والسياسة والدبلوماسية.
  • استهداف وإحباط أهداف مدنية وعسكرية للعدو: الموساد يعمل على استهداف وإحباط الأهداف التي يَعدّها تهديداً لإسرائيل، سواء داخل أراضيها أو في الخارج.
  • إدارة شبكات التجسس وتجنيد العملاء: يقوم الموساد بإدارة شبكات تجسس واستخدام عملاء للحصول على المعلومات والمعلومات الاستخبارية.
  • إدارة فرع المعلومات العلنية: يرصد الموساد مصادر المعلومات العلنية مثل: الصحف والنشرات والدراسات الأكاديمية والاستراتيجية في جميع أنحاء العالم.
  • وضع تقييمات سياسية واقتصادية: يعد الموساد تقييماً شاملاً للموقف السياسي والاقتصادي للدول العربية، ويقدم توصيات ومقترحات بناءً على المعلومات السرية المتاحة.

أقرأ أيضا : مجازر لا تتوقف بحق أهل فلسطين   

أشهر الاغتيالات التي نفذها الموساد

هناك قائمة طويلة من الاغتيالات التي تنسب للموساد ، ومن أبرزها:

محاولة اغتيال خالد مشعل (1997): قاد الموساد الذي كان يترأسه وقتها داني ياتوم  محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، في العاصمة الأردنية، فقد خطط الموساد لاستخدام سم يجعله يتقيأ طوال اليوم ثم يؤدي إلى وفاته، ومع ذلك فشلت العملية واعتُقل المنفذون بعد تدخل الملك الأردني آنذاك الملك حسين بن طلال.

اغتيال يحيى عياش:  يحيى عياش كان أحد قادة حركة حماس وتعرض للاستهداف في التسعينيات.

اغتيال فتحي الشقاقي:  رئيس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. فتحي الشقاقي الذي اغتيل في مالطا.

اغتيال عماد عقل:  عماد عقل كان القائد في كتائب القسام واستُهدف أيضاً في تلك الفترة.

اغتيال عباس الموسوي:  أمين عام حزب الله، عباس الموسوي تعرض موكبه لهجوم بقصف بواسطة طائرتين هليكوبتر إسرائيليتين.

بالإضافة إلى أن ايران اتهمت إسرائيل باغتيال أربعة من العلماء النوويين الإيرانيين بين عامي 2010 و2012. وهؤلاء العلماء هم: مسعود محمدي، ومجيد شهرياري، وداريوش رضائي، ومصطفى أحمدي روشن.

الموساد
الموساد

أقرأ أيضا : قطاع غزة الأن وواقع صعب

تمويل جهاز الاستخبارات الإسرائيلية وعدد اعضائه

تعد ميزانية الموساد سرية وتمويلها يكون عبر تخصيص ميزانية احتياطية في مكتب رئيس الحكومة، هذه الميزانية لا تقتصر فقط على تغطية نفقات العمليات السرية للجهاز، بل تمتد لتشمل أنشطة متنوعة مثل الاستثمار في العقارات وتأسيس شركات ومصالح تجارية في مختلف أنحاء العالم.

أمّا عدد العاملين المتفرغين في جهاز الموساد فيقدر ما بين 1200 على 7000 شخص، يقوم هؤلاء بالإشراف على شبكة واسعة من العملاء في جميع أرجاء العالم يقدر عددهم بعشرات الآلاف. هذا العدد يتعزز في كل عام بتخريج  50 طالبا من مدرسة الاستخبارات الخاصة بفروع الموساد المتعددة.

وفي النهاية ورغم شهرة الموساد عالمياً واعتباره من أقوى وأهم اجهزة الإستخبارات في العالم، إلاّ أن هذه القوة انهارت وسقطت أمام قوة وإرادة الشعب الفلسطيني البطل الذي تصدّى ولا يزال يتصدّى للإعتداءات الإسرائيلية على أراضيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى