الفضاء الخارجي ثروات طائلة وصراعات خفية
تعرف على سبب تسابق الدول الكبرى لغزو الفضاء الخارجي

الفضاء الخارجي ثروات طائلة وصراعات خفية
لا تتوقف الدول الكبرى عن السعي للهيمنة وفرض السيطرة ليس فقط على الأرض، بل امتدت محاولات الهيمنة للفضاء الخارجي، ويبدو أن المستقبل يحمل بين طياته الكثير من المفاجآت، لكنها ستكون في صالح من يملك القوة العلمية و يعمل بخطى ثابتة لغزو الفضاء،
ولا يقتصر الطموح للاستحواذ على الثروات الطائلة على الأفراد، إذ أن المؤسسات التقنية العملاقة باتت تفكر في إمكانية وجود كواكب مجاورة يمكن استعمارها وتهيئتها للعيش عليها.
تابعوا المقال التالي لتتعرفوا على آخر المستجدات بخصوص السباق الخفي وثروات الفضاء الهائلة.
روسيا تحاول فرض هيمنتها على القمر
مؤخرا قامت روسيا بإرسال أول مركبة فضائية لها إلى القمر بعد توقف دام ل 47 عاما، وتهدف تلك الرحلة بحسب ما أعلنته روسياالبحث عن العناصر الثمينة والمياه،
ليس هذا فحسب بل إن روسيا أعلنت أنها بصدد إنشاء قاعدة روسية على سطح القمر، وبهذا تضع روسيا أقدامها وتؤكد حقها في ما يحتويه سطح القمر من معادن وثروات،
وقد صرحت أنها تبحث إمكانية إرسال مهمة مشتركة مع الصين لنفس ذات الغرض.
وكالة الفضاء الأمريكية ناسا تريد ذهب القمر

بالطبع وكما هو معهود لن تقف الولايات المتحدة الأمريكية مكتوفة الأيدي إزاء التحركات الروسية،
فها هي إدارة الطيران و الفضاء الأمريكية( ناسا )، تعلن عن وجود معدن الذهب على سطح القمر وأنها بصدد التنقيب عنه في الفترة المقبلة،
ليس بريق معدن الذهب هو الذي يحرك (ناسا )، فمؤخرا أعلنت (ناسا ) عن وجود غاز الهيليوم-3 بكميات تفوق المليون طن على القمر، وهو يماثل غاز الهيليوم He النادر على سطح الأرض،
وطبقا لما صرحت به وكالة الفضاء الأوروبية فإن هيليوم القمر سيوفر الطاقة النووية اللازمة لمفاعلات الاندماج النووي، كما أنه لن ينتج عن استخدامه أي مخلفات نووية خطرة، وهو أمر إيجابي سيما ونحن نعلم بشأن المهازل المتعلقة بدفن النفايات النووية في الدول الفقيرة،
ليست روسيا وأمريكا وحدهما اللتان تسعان لثروات الفضاء الخارجي فالصين والهند ينافسان بذات السباق، ومؤخرا أطلقت الهند بنجاح صاروخا يحمل محطة استكشاف لسطح القمر،
من المعلوم أن الهند أثبتت بشكل قاطع عام 2008 من خلال المهمة (تشاندرايان -1) وجود مياه منتشرة على سطح القمر و مرتكزة بصورة كبيرة في قطبيه.
إقرأ أيضا: أمنا الغولة أسطورة عفا عليها الزمن
شركات عالمية تسعى نحو الفضاء
لا يقتصر الاهتمام بالفضاء الخارجي على الدول العظمى فحسب، بل إن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك رئيس ” تسلا” وشبكة “إكس” و ” سبيس إكس” مهووس بالفضاء الخارجي، حيث أن “ماسك” يريد بقوة أن يقوم البشر بسكنى الكواكب المجاورة و اكتشاف ثروتها،
جاء هذا على لسان المؤلف والترز أيزاكسون في كتابه الأخير الذي يحمل عنوان” إيلون ماسك”، والذي يستعرض حياة ماسك أسلوبه في الإدارة وشغفه بالفضاء الخارجي واقتحامه والعيش فيه،
ليس هذا فقط بل إن شركة (بوينج) العالمية أصدرت بحثا عن المعادن الثمينة الموجودة على سطح القمر والتي من الممكن أن يتم استخدامها في تصنيع التقنيات المتقدمة من الروبوتات و الحواسيب والهواتف الذكية، منها والإتريوم و الاسكانديوم بالإضافة إلى العناصر المكونة لمجموعة اللانثانيدات في الجدول الدوري.
هل يحق للدول العظمى الاستحواذ على ثروات القمر؟

وفقا لما جاء في معاهدة المبادئ المنظمة لنشاط الدول في ميدان استخدام الفضاء الخارجي واستكشافه بما فيها القمر، “فإنه لا يحق لأي دولة إعلان سيادتها على القمر أو غيره من الأجرام السماوية وأن استكشاف الفضاء ينبغي له تحقيق فائدة لجميع البلدان”،
لكن المختصين بالقانون يؤكدون أن القانون ملئ بالثغرات القانونية وغير واضح، غير أنهم يرون أنه لا يحق لأي جهة إعلان سيادتها على القمر.
صراع على أشده لبسط النفوذ والهيمنة على الفضاء الخارجي واستكشافه، لا يقتصر على القمر بل يمتد ليعم المجموعة الشمسية وما حولها، ويرفع شعار أن المستقبل والهيمنة والغلبة ستكون لمن سينجح في الوصول لتلك الكنوز و استثمارها.