الـأخبار العالميةالأخبار

كثرة وشدة الكوارث الطبيعية أبرز ما ميّز العام 2023

لطالما خشي الإنسان من غضب الطبيعة كما كان يطلق عليه اجدادنا القدامى، ولطالما ضربت الكوارث الطبيعية كافة أنحاء العالم وتسبب بمقتل اصابة وفقدان العديد من الأشخاص، وفي كل عام يشهد العالم عدة كوارث طبيعية من زلازل وأعاصير وفيضانات وحرائق وبراكين وهذا شيء طبيعي اعتاده البشر منذ فجر التاريخ، إلا أن العام 2023 كان من أكثر الأعوام التي شهد فيها العالم العديد من الكوارث الطبيعية التي أودت بحياة الكثير من الأشخاص وتسببت بدمار هائل في البنى التحتية وتسببت بنزوح مدن بأكملها…فما هي أبرز هذه الكوارث؟

زلزال تركيا وسوريا

في السادس من فبراير/ شباط الماضي، ضرب زلزال مدمر بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر جنوب تركيا وشمال سوريا، وبعد الزلزال الأول ب 9 ساعات، ضرب زلزال قوي آخر بقوة 7.5 درجة على مقياس ريختر بالقرب من مدينة كهرمان مرعش السورية.

وقد أودى الزلزال بحياة 44,374 ألف شخص تركي وأكثر من 6 آلاف سوري، ما يرفع حصيلة البلدين إلى 50,325 شخصًا، وأكثر من 25 مليون متضرر. بالإضافة إلى الدمار الواسع الذي تعرض له البلدين.

وحدث زلزال سوريا وتركيا بسبب اصطدام الصفيحة الآسيوية بالصفيحة الأوراسية الأرضية واستمر 75 ثانية.

زلزال “الحوز” بالمغرب

في 8 سبتمبر/ أيلول الماضي، ضرب زلزال بقوة 6.8 درجة على مقياس ريختر منطقة جبال الأطلس الكبير، بالقرب من مدينة مراكش ، الواقعة في المغرب، وتسبب ذلك الزلزال بوفاة ما يقرب من ثلاثة آلاف وأوقع أكثر من 5500 مصاب، وفقاً لأحدث الأرقام الرسمية.

ودمّر الزلزال، الذي يعتبر الأقوى من حيث عدد القتلى في المغرب منذ عام 1960، البنية التحتية للقرى النائية في المنطقة الجبلية الوعرة، ودمر المنازل وتسبب في انقطاع الكهرباء، و انهيار جزئي أو كلي لنحو 50 ألف منزل.

وكان السبب الرئيسي لزلزال المغرب هو تحرك الصفيحة الإفريقية ضد الصفيحة الأوراسية الأرضية وقد استمر مدة 22 ثانية.

واعتبرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية حينها أن هذا الزلزال هو أقوى زلزال يضرب هذا الجزء من المغرب منذ أكثر من 120 عام. 

العاصفة دانيال في ليبيا

أما في ليبيا، فلم يكن الوضع فيها أفضل من سابقتها المغرب، حيث عصف إعصار دانيال بالسواحل الشرقية لليبيا في 11 سبتمبر/ أيلول الماضي، وهو ما أدى لإغراق أحياء كاملة ومقتل وفقدان الآلاف.

وتسبب الإعصار، الذي ضرب مدن درنة وبنغازي والبيضاء وسوسة والمرج وشحات، بفيضانات مدمرة، قسمت مدينة درنة التي كان يقطنها قرابة مئتي ألف نسمة إلى قسمين شرقي وغربي، جارفة كل ما في طريقها، كما انهار سدّان بنيا في درنة في سبعينيات القرن الماضي لحماية المدينة من الفيضانات.

وذكرت إحصائيّات الأمم المتحدة أنّ 4,333 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم بسبب الإعصار وما تبعه من فيضانات وسيول، فضلاً عن فقدان أثر 8500 شخص. كما نزح نحو 43 ألفاً، وفق وكالة الأمم المتحدة للهجرة.

وأفاد مسؤول في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر عن حصيلة قتلى «ضخمة» قد تصل إلى آلاف الأشخاص، بالإضافة إلى 10 آلاف شخص في عداد المفقودين. وتشرّد 30 ألف شخص على الأقل، بالإضافة إلى ثلاثة آلاف شخص في البيضاء وأكثر من ألفين في بنغازي، وهي مدن تقع إلى الغرب، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة. وتضرر 884 ألف شخص بشكل مباشر من الكارثة، بحسب المنظمة. 

إعصار أوتيس

 في 25 أكتوبر /تشرين الأول الماضي، وصل إعصار أوتيس إلى اليابسة على ساحل المحيط الهادئ في المكسيك، وقد صُنّف هذا الإعصار على أنه من أعتى العواصف التي ضربت المكسيك، واعتبر من الفئة الخامسة على مقياس سافير-سيمبسون وهي الدرجة القصوى للأعاصير.

إضافة إلى أنه ترافق مع رياح شديدة تجاوزت سرعتها 260 كيلو متر في االساعة، وتعرضت مدينة أكابولكو الشاطئي الجميل لأضرار جسيمة، بلغت قيمتها مليارات الدولارات. 

إعصار جنوب البرازيل

في 6 أيلول / سبتمبر، شهدت ولاية ريو غراندي بجنوب البرازيل إعصارًا مدمرًا أدى إلى نشاط الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة التي أودت بحياة 27 شخصاً على الأقل.

حرائق الغابات في كندا

عانت القارة الأمريكية هذا العام من موسم حرائق غابات قياسيًا تسبب بحرق حوالي 80 مليون فدان، أي أكثر من مرة ونصف مرة من مساحة إسبانيا، وبزيادة 10 ملايين عن متوسط الفترة نفسها من 2012-2022، وفق النظام العالمي لإدارة معلومات الحرائق.

وتعتبر حرائق كندا هي المسؤول الرئيسي عن هذه الزيادة؛ إذ أتت حرائق الغابات هذا العام على 18 مليون فدان، ونزوح 200 ألف شخص، وتسبّبت في انبعاث ما يعادل أكثر من مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو مستوى غير مسبوق، وفق تقديرات السلطات الرسمية  الكندية.

فيضانات الصين

في 7 أغسطس/آب، شهِدت الصين أمطارا غزيرة قاربت 745 ملم، وهي الأعلى في يوم واحد منذ بدء رصد أحوال الطقس في 1883، نتج عنها فيضانات تسببت في مقتل 33 شخصًا و18 مفقودًا، وانهيار وتضرر أكثر من 200 ألف منزل. 

وفي الأسبوع التالي، وصلت الحرارة في مقاطعة شينجيانج إلى 52.2 درجة مئوية، وهو رقم قياسي جديد في الصين.

وأثرت الأمطار والفيضانات على نحو 95 مليون شخص في الصين، وأدت إلى مقتل وفقدان 792 شخصاً، ونُقل حوالي 5.26 مليون شخص إلى أماكن آمنة أخرى، وأدت لخسائر اقتصادية مباشرة تقدر بحوالي 44 مليار دولار. 

اعصار بيبارجوي في الهند

عانت الهند من كوارث طبيعية مثلها مثل باقي البلدان، وتمثلت  بإعصار «بيبارجوي» الذي تسبب بمقتل أكثر من 12شخصاً، خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، وفي الشهر نفسه، عانت الهند موجة حرّ شديدة أدّت إلى انقطاع التيار الكهربائي عدة مرات، وتسببت بوفاة ما يقرب من 170 شخصاً، ومنذ يوليو، تستمر الفيضانات غير المسبوقة في الهند في حصد الأرواح، وتسببت في وفاة أكثر من 100 شخص.

إحصائيات الخسائر التي سببتها الكوارث الطبيعية

العواصف الشديدة وغيرها من الكوارث الطبيعية، بما في ذلك تلك التي لا يغطيها التأمين، كلفت العالم خسائر بلغت 250 مليار دولار العام الماضي، وفقاً للبيانات التي جمعتها شركة إعادة التأمين الألمانية “ميونيخ ري”

وبحسب التقرير، فإن زلزال تركيا وسوريا والعواصف في الولايات المتحدة وغيرها من الكوارث الطبيعية تسببت في خسائر مؤمن عليها تقدر بنحو 95 مليار دولار خلال 2023

وهذه الخسائر تقل عن خسائر الكوارث الطبيعية التي يغطيها التأمين خلال عام 2022 والبالغة 125 مليار دولار، كما أنها أقل من تقديرات قدرها 100 مليار دولار نشرتها شركة “سويس ري” الشهر الماضي.

الرقم الصادر لعام 2023 عن أكبر شركة إعادة تأمين في العالم “ميونيخ ري”، أعلى من متوسط عشر سنوات البالغ 90 مليار دولار وأعلى بكثير من متوسط 30 عاماً البالغ 57 مليار دولار.

 

وفي الختام وكما أن لكل عام شيء يميزه ويذكّر فيه، فإن العام2023 تميّز بأنه عام الكوارث الطبيعية بإمتياز وكما رأينا فإن أغلب بلدان العالم تعرضت لكوارث طبيعية غير مسبوقة ونتج عنها موت عشرات أو حتى مئات الأشخاص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى