دور الموسيقى في العلاج النفسي والعضوي للإنسان

هناك الكثير من مراكز العلاج بالموسيقى في العالم، حيث تعتمد هذه المراكز على الموسيقى لعلاج بعض الأمراض النفسية والعضوية لدى الإنسان، وانتشرت مراكز العلاج بالموسيقى بشكل كبير .
بعد أن أكدت عدة دراسات تأثير الموسيقى الكبير على الأعصاب وفوائدها في علاج العديد من الأمراض العقلية، كما أثبتت هذه الدراسات أيضًا دور الموسيقى في تحسين المزاج وتهدئة النفس وزيادة مشاعر الحب والتفاؤل والسعادة، وسيكون حديثنا اليوم في هذا المقال وعبر موقع رواد المتوسط عن دور الموسيقى في علاج الأمراض النفسية والعقلية وفي التخفيف من الشعور بالألم الناتج عن بعض الأمراض الجسدية.
أقرأ أيضا : اضطرابات الهرمونات عند النساء/أعراضها وأسبابها وطرق علاجها
دور الموسيقى في العلاج النفسي والمشاكل العصبية عند الإنسان
تساهم الموسيقى بشر فكل كبيي تحسين المزاج وتحفيز مشاعر الفرح والسرور والرغبة في التجديد، كما تبعث الأمل في النفس وتزيد من شعور التفاؤل وحب الحياة، لذلك فإن الموسيقى تلعب دورًا هامًا في تقليل أعراض عدة مشاكل وأمراض عقلية، وأبرز هذه الأمراض هي كالآتي:
- تقلبات المزاج: حيث تعمل الموسيقى تهدئة الأعصاب وتحسين المزاج وتهدئة النفس.
- مرض التوحد وذلك لأن الموسيقى تحفز شعور المحبة وتشجع مريض التوحد على التواصل مع الناس والاختلاط مع المجتمع، كما تفيد في تعزيز شعور الثقة بالنفس.
- الصدمات النفسية: نظرًا لما ذكرناه سابقًا عن تأثير الموسيقى على العقل والروح، فهي تساعد بشكل كبير على تجاوز الصدمات النفسية.
- الزهايمر: تساهم الموسيقى بشكل كبير في زيادة إفراز الدوبامين الذي يعمل كناقل عصبي كما أنه هرمون السعادة أيضًا، لذلك فهو يقوم بتحسين عمل الدماغ وتعزيز وظائفه وأهمها الذاكرة والتركيز والانتباه.
- الاكتئاب: تحدثنا فيما سبق عن العلاقة التي تربط بين الموسيقى والدوبامين، حيث أن للموسيقى دور هام في تحفيز إفراز الدوبامين الذي هو هرمون السعادة والفرح، وبالتالي فإن ارتفاع هذا الهرمون يساعد بشكل كبير في علاج الاكتئاب النفسي وتحسين المزاج بشكل عام.
- اضطرابات في الشخصية.
- الفصام.
دور الموسيقى في العلاج العضوي عند الإنسان
لا يقتصر دور الموسيقى في علاج الأمراض النفسية والعقلية فقط، حيث أثبتت عدة دراسات فعالية الموسيقى في التخفيف من حدة الآلام التي تسببها بعض الأمراض الجسدية، وأبرز الأمراض هي كالتالي:
الصداع النصفي
إذا كنت تعاني من آلام الصداع النصفي يمكنك الاستماع إلى موسيقى بطيئة وهادئة، وذلك لدورها الفعال في تخفيف آلام الصداع وتحسين الحالة النفسية وزيادة الشعور بالراحة والاسترخاء.
ارتفاع ضغط الدم
تم إجراء دراسات حديثة على بعض المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم، وكانت النتيجة إثبات أن الاستماع إلى الموسيقى ساهم بشكل كبير في التخفيف من ارتفاع ضغط الدم.
أقرأ أيضا : الصحة النفسية والصحة الطبية أهمية الاهتمام بالجانبين
تخفيف آلام مرض السرطان
يعاني مرضى السرطان من آلام شديدة في مختلف مناطق الجسم، وقد أكدت دراسة أجريت في تايوان على بعض مرضى السرطان أن للموسيقى تأثير إيجابي كبير في تخفيف الشعور بالألم والاستياء، حيث أن الأشخاص الذين استمعوا للموسيقى بشكل يومي تحسنت حالتهم النفسية بشكل واضح، كما أن مشاعر الألم كانت أقل، وتم تفسير هذا الأمر بأن الاستماع إلى الموسيقى زاد من تحفيز إنتاج هرمونات السعادة الإندروفين والدوبامين، مما يؤدي إلى طرد الطاقة السلبية وتعزيز شعور المريض بالسعادة والراحة النفسية وعدم التفكير في الألم وأعراض المرض والأفكار السيئة.
طرق العلاج النفسي بالموسيقى
بعد أن تعرفنا على دور الموسيقى في العلاج النفسي، سنتحدث أيضًا عن كيفية معالجة الأمراض النفسية عن طريق الموسيقى، وهذا الأمر يعتمد على خبرة المعالج وأسلوبه المتبع ضمن جلسات العلاج، حيث يجب أن يحصل علاقة وثيقة بين المعالج والمريض من أجل أن يكون قادرًا على التعبير عن مشاعره بشكل جيد.
ويقوم المعالج باختيار الموسيقى التي تتناسب مع الحالة النفسية للمريض من حيث الألحان والكلمات، وعندما يسمع المريض هذه الموسيقى خلال جلسة العلاج، يقوم المعالج بسؤاله عن شعوره وعن التجارب التي تذكرها حين استماعه للمقطوعة.
كما يمكن أن يقوم المريض الذي يعاني من مشكلة نفسية بالغناء أو العزف على إحدى الآلات الموسيقية وتأليف ألحان وكلمات جديدة، وطبعًا يمكن للمعالج من خلال هذه الأمور تحديد المشكلة التي يعاني منها المريض ومعرفة العلاج المناسب لهذه الحالة.
أنواع العلاج بالموسيقى
عند الحديث عن دور الموسيقى في العلاج النفسي والعضوي للإنسان لابد من ذكر أبرز أساليب العلاج بالموسيقى، وسنذكر لكم أبرزها في السطور الآتية:
العلاج التحليلي
وهو أسلوب يتم من خلاله تحديد حالة المريض النفسية وأهم الأفكار التي تراوده، حيث يطلب المعالج من المريض أن يعزف مقطوعة موسيقية مرتجلة أو أن يغني أغنية من تأليفه.
العلاج السلوكي المعرفي
ويساهم هذا الأسلوب في دعم وتعزيز سلوكيات محددة لدى المريض عن طريق الموسيقى أو الغناء أو العزف، وفي نفس الوقت يتم استخدام العلاج السلوكي المعرفي لتصحيح بعض السلوكيات السلبية في شخصية المريض.
العلاج بالموسيقى الإبداعية
ويفيد هذا الأسلوب بشكل كبير في تعزيز الثقة بالنفس وزيادة قدرة على المريض على التعبير عن مشاعره وأفكاره، وهذه الطريقة العلاجية تكون من خلال عزف المريض على الطبل بشكل ارتجالي.
العلاج النفسي الصوتي
تساهم هذه الطريقة في تحسين تواصل المريض مع ذاته، ويعتمد هذا العلاج على ممارسة بعض التمارين الصوتية المختلفة، بالإضافة إلى التركيز على تمارين التنفس العميق.
أقرأ أيضا : الاكتئاب عند النساء/ أعراضه وأسبابه وطرق علاجه
العلاج بالموسيقى بطريقة بوني للصور الموجهة
هي طريقة فعالة جدًا حيث تمكن المعالج من فهم أحاسيس ومشاعر المريض ومعرفة أهم الذكريات العالقة في ذهنه، ويتم ذلك من خلال استخدام الموسيقى الكلاسيكية التي تعمل على تحفيز خيال المريض، ثم يطلب المعالج منه التعبير عن مشاعره والصور والذكريات التي استعادها عند سماع هذا النوع من الموسيقى.
بذلك نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية الحديث عن دور الموسيقى في العلاج النفسي والعضوي للإنسان، حيث تعرفنا على تأثير الموسيقى الإيجابي في تحسين المزاج وتعزيز وظائف الدماغ مثل التركيز والانتباه وتقوية الذاكرة، بالإضافة إلى زيادة الثقة بالنفس وتحفيز إنتاج هرمونات السعادة وتخفيف آلام الجسد والروح وتعزيز صحة العقل.